خاطرة ذاكرة صماء ، قد انهكها الصمت والشلل ، وأظناها الظمأ والحنين إلى زمان غدرت به الذئاب في غفلة الرعيان ، ووجهته الوجهة التي ترتضي .
زمان الفتوة والعطاء والمسؤولية ، والتطلع نحو المجد والرقي والحياة الأرحب .
ذاكرة عجفاء ، لم تعد تذكر من الماضي سوى مشاغبات طفولية وشظايا ذكريات ما لها من قرار.
آه منك يا زمن !
زمن عات ، هارب بلا رجعة ، راحل بلا استئذان .
قد فعلت بنا الافاعيل ، وسرت بنا نحو المجهول، مضيت بنا حيث لا نشتهي في بحر هائج طامي متلاطم الأمواج.
رويدك يا زمن ، دعنا نلتقط الأنفاس ، ونستجمع القوة ، ونقصد الشط ، لنرى ما في الوجود من موجود ، فتستطيب لنا الحياة.
سنعيد السفن إلى مرافئها ونوجهها الوجهة التي تشتهيها الرياح .
سنوقف الإعصار ، وننتصر على الزمان والمكان، ونصوغ الحياة كما يتخيلها الراوي لا كما يدونها المؤرخ العديم الإحساس.