رأيت التَّرَدِّي
الشاعر حسن الوفيق
رأيت التردي وعيشا حقيرا
لبعض وبعض حطاما وفيرا
رأيت المساكين جمعا غفيرا
تُعاني بصمت وتُلقي زفيرا[1]
رأيت الطوابير تُضني[2] فقيرا
وكم قد تلوى[3] بقهر كسيرا؟
رأيت المجانين تشدو كثيرا
بهم وغم غناء مريرا
رأيت المآسي وظلما كبيرا
وخلقا يقاسي ويرجو نصيرا
رأيت انتقاما وحقدا ونارا
رأيت التعالي تمادى وجارا[4]
ينادي بشر ويبغي احتقارا
يحيل المباني بعنف دمارا
رأيت النفوس اكتوت بل هجيرا[5]
وأشلاء جسم وقلبا أسيرا
وسير الحياة التوى بل سعيرا
وهذا التردي لخلق نذيرا
[1] زَفَرت النار: سُمِعَ صوت لهيبها وتوقدها
[2] أضناه المرض وغيرُه: أثقله، أنهكه
[3] تلَوَّى من الوجع: توجع، اضطرب
[4] جارَ: ظلم
[5] الهَجير: نصف النهار في القَيظ خاصة