أَ هكذَا ، كُلُّ عُمرِ المُبتَلَى شَطَطُ
دَمي مَعَ المَاءِ فَرطَ الهُونِ يَختَلِطُ
عُمري ، كَكِسرَةِ خُبزٍ عَزَّ نَائِلُها
لَكنَّهمْ رَغمَ جُوعي ، كِسرَتي رَهَطُوا
جَارُوا عَليَّ ، وَلَمْ تَنفَع مُناشَدَتي
فِي حُفرَةِ الظُّلمِ ، كُلّ النَّاسِ قَد سَقَطُوا
عَنِ الشِّمالِ حَسودٌ ، أو فَمَيمَنَتي
فِيها خَسيسٌ ، ويحوي حَاقِدًا وَسَطُ
ومِنْ وَرَائِيَ عُذَّالٌ ظَنَنَتُ بِهِم
خَيرًا ، فَإِذْ كُلُّهمْ في ظَنِّنَا غَلَطُ
العَاشقونَ لِدُنيا ، مَا لَهُم شَبَهٌ
إِلَّا كَمَا عَشِقَتْ فِئرانَهَا القِطَطُ
رَأَوا عَلَيَّ لِزَامًا أَنْ أَكونَ لَهُمْ
عَبدًا ، وَهلْ سَيَنالُ المَجدَ مُرتَبِطُ ؟
وَقَد خُلِقَتُ ، كَما أَهلي ، وَأهلِهُمُ
حُرًّا ، وَكُلّ عُقُودِ الذُّلِّ تَنفَرِطُ
يَا مَوتُ خُذني ، فَمَا لي في المَعَادِ سِوَى
تُرابِ لَحدٍ ، مَعَ الأَيَّامِ يَنبَسطُ
خَطَّطتُ يَا موتُ ، شَكلَ المَوتِ مُرتَجيًا
قُدومَكَ اليومَ ، مَاذَا تَنفَعُ الخُطَطُ ؟
وَهل تُساوي دُموعُ الحُزنِ ذاتِ أَسَىً
دُموعَ فَرحةِ عُشَّاقٍ إِذَا اغتَبَطُوا ؟
حُروفُ عُمريَ إِنْ دَبَّجْتُ قَافِيَةً
تَفنى الحُروفُ ، وَتَبقى دُونَها النُّقَطُ !