خطبة

إذا كان رمضان قد ذهب بذكرياته، فها هو شوال أيضا قد أتى بذكرياته؛ والذكريات أمر يلازم الإنسان، يتذكرها حينما تدور دورتها في التاريخ، والذكريات تنفع من يخشى ويتدبر، وتفيد من يتقي ويعتبر

إن كل إنسان مؤمن في هذه الحياة، إلا وله حقوق وعليه واجبات، وتتسع دائرة الواجبات على قدر المسؤولية الملقاة على الشخص

عباد الله، عندما تجتمع السلطة والمال في يد واحدة، يصبح الضحية هو الشعب، الذي تُمتص دماؤه بسبب الطغيان الذي هو تجاوز الحد والناتج عن السلطة، والمفضي للبغي والفساد

الله أكبر (سبعا). الله أكبر ما فرح المسلمون بالعيد فنالوا محبة الله ورضاه، وأشرقت بأنوار الطاعة القلوب والجباه.

ها هو عيد الفطر قد حل أوانه، والعيد في الإسلام ليس لطبقة دون طبقة، والفرح في الإسلام لا يجدي ولا ينفع إذا لم يكن فرحا شاملا عاما، والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وكالبنيان يشد بعضه بعضا.

ها نحن على أبواب العشر الأواخر من رمضان؛ فجلُّه قد ذَهَب، والباقي فيه أفضل من الذَهَب؛ فقد أعدَّه الله تعالى ليطهر به القلوب من العيوب، وليحفظ به الجوارح والأعضاء من الذنوب، حتى يكون المسلم في شوق لطاعة علاّم الغيوب.

تستطيع أن تغش الناس، فتتظاهر بالحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكنك لا تستطيع أن تغش نفسك، فميزانك في يدك، تستطيع أن تدرك به مدى حبك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

إن المؤمن الحق المتصل بالله، لا يتصور أن بإمكانه أن يؤذي مخلوقاً، أو يكون سبباً في شقاء مخلوق، هو كلُّه خير، لأن رحمته دفعته إلى الخير،

فإذا كان لكل مدرسة مقرر خاص؛ فما هو المقرر في مدرسة رمضان؟

فرض الله علينا صيام شهر رمضان؛ فمن انتهك حرمته فقد ارتكب جريمة يستحق عليها العقوبة المالية بكفارة إطعام ستين مسكينا، أو البدنية بصوم شهرين متتابعين؛ ولكن يوجد في الواقع بعض الناس لا يجب عليهم الصيام، ويجوز لهم نهار رمضان الأكل والطعام؛